أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

📁 آخر المواضيع

التمزق العضلي (Rupture): الأسباب، الأعراض، والعلاج

 يُعدّ التمزق العضلي من الإصابات الشائعة التي تؤثر على الجهاز الحركي، خاصةً بين الرياضيين خلال المنافسات والأنشطة الرياضية، وذلك بسبب الاعتماد الكبير على قوة الجهاز الحركي المكوّن من العظام، العضلات، الأربطة، الأوتار والغضاريف. وسنبدأ بنظرة عامة على تشريح العضلات لتسهيل فهم آلية حدوث التمزق.

التمزق العضلي (Rupture): الأسباب، الأعراض، والعلاج

تشريح العضلات وآلية الحركة

تتكون العضلات من حزم عضلية، وتتألف كل حزمة من ألياف عضلية تشكلها خيوط دقيقة تسمى اللويفات العضلية، والتي تحتوي على الخلايا العضلية القابلة للانقباض والانبساط. تنقسم هذه الألياف إلى نوعين: خيوط الاكتين الثابتة، وخيوط المايوسين المتحركة التي تنزلق فوق خيوط الاكتين لتحدث الانقباض العضلي.

وظائف العضلات الهيكلية محددة بين الانقباض (التقصير) ويُسمى الانقباض العضلي المركز (concentric)، والتمديد (الإطالة) ويُسمى الانقباض العضلي اللامركزي (eccentric).

ما هو التمزق العضلي؟

التمزق العضلي هو تلف جزئي أو كلي في النسيج العضلي نتيجة صدمة خارجية أو إجهاد يفوق قدرة العضلة. يحدث هذا عادة في الأنشطة الرياضية مثل كرة القدم ورفع الأثقال، وقد يترافق التمزق مع نزيف تختلف شدته حسب نوع العضلة ومدى التمزق.

التمزق قد يحدث أيضًا في الحياة اليومية نتيجة تسليط حمل زائد على العضلة. وقد يكون النزيف تحت الغشاء العضلي فلا يُرى مباشرة، لكنه قد يُسبب تورمًا وألمًا بعد عدة أيام إذا لم يُعالج المصاب.

مراحل التمزق العضلي

عندما يحدث التمزق، تمر العضلة بأربع مراحل:

1. مرحلة الالتهاب

يتضمن الالتهاب زيادة في نفاذية الأوعية الدموية وحركة الكريات البيضاء التي تعمل على إزالة الأنسجة المتضررة. هذه المرحلة تستغرق بضعة أيام.

2. مرحلة الإصلاح أو العلاج

في هذه المرحلة، يبدأ تكوين نسيج جديد يُصلح الألياف المتضررة. تبدأ الشعيرات الدموية الجديدة بالنمو على أطراف المنطقة المصابة، وتستغرق المرحلة بضعة أسابيع.

3. مرحلة إعادة البناء

في هذه المرحلة، يتشكل هيكل النسيج الندبي ويزداد قوةً ومتانة، وتستمر عدة أشهر.

4. مرحلة النضوج

يتم خلالها تكوين أنسجة قوية ومقاومة للأحمال، وتستمر فترة طويلة نسبياً لضمان قدرة العضلة على مقاومة الإصابات المستقبلية.

أعراض التمزق العضلي

يشعر المصاب بآلام مفاجئة حادة، ويمكن أن يشبهه بإحساس "الانفجار" داخل العضلة. وتشمل الأعراض الأخرى التورم، ارتفاع الحرارة، الألم، وانخفاض الأداء الوظيفي للعضلة. في الحالات الشديدة، قد يُلاحظ التورم وظهور كدمات زرقاء.

أسباب التمزق العضلي

تتعدد أسباب التمزق العضلي بين حمل عضلي زائد، تعب وإجهاد غير مناسبين للعضلات، نقص التوازن في التدريب، عدم القيام بتمارين الإحماء، وعودة الرياضة بعد إصابة دون التأكد من تعافي العضلة بشكل كامل.

علاج التمزق العضلي: طريقة PRICE

يُنصح باستخدام مبدأ PRICE في علاج التمزق العضلي، والذي يتكون من:

  •  الحماية (Protection): تجنب تعريض العضلة لمزيد من الأضرار.
  •  الراحة (Rest): إيقاف النشاط البدني.
  •  الثلج (Ice): تخفيف الألم بوضع ثلج مجروش على منطقة الإصابة.
  •  الضغط (Compression): وضع ضمادة مطاطية للحد من النزيف.
  •  الرفع (Elevation): رفع الجزء المصاب فوق مستوى القلب للحد من التورم.

 التأهيل والعودة للنشاط الطبيعي

يجب البدء ببرنامج تأهيلي تحت إشراف متخصصين بعد 24 ساعة من الإصابة، ويشمل التمارين البسيطة لتحفيز الدورة الدموية. بعد فترة تأهيل، يمكن زيادة الحمل تدريجياً، مع التأكيد على عدم الشعور بالألم خلال التمرين.

الالتزام بتأهيل العضلة والعودة للنشاط بشكل تدريجي يساعد على تقليل احتمالية إعادة الإصابة ويساهم في الحفاظ على الأداء العضلي بشكل سليم وآمن.

تعليقات